منهجية تحليل قولة من مؤلف ظاهرة الشعر الحديث | النموذج التطبيقي ②
النموذج التطبيقي ②
"إنّ ما يعنيه مصطلح الغربة عندنا، هو غربة الشاعر العربي في الواقع الحضاري بوصفه كلا، لكن ذلك لا يمنعنا من أنْ ننظر إلى ذلك الواقع من زواياه الجانبية، أنْ نقف عند ألوان من الغربة هي جزء من الواقع الكلي".
◄ مقدمة:
"ظاهرة الشعر الحديث" لأحمد المعداوي المجاطي، دراسة نقدية جادة ورصينة تتبعت مسار التطور الذي عرفه الشعر العربي في العصر الحديث، بدءا من مرحلة الإحياء والذات، إلى مرحلة التحرر من قيود التقليد وارتياد آفاق الحداثة، هذا مع رصد العوامل والتجارب التي غذت التجديد في هذا الشعر، إنْ على مستوى المضمون، من خلال تجربة الذات وتجربة الغزبة والضياع وتجربة الحياة والموت، أو على مستوى الشكل الفني، من خلال اللغة وآليات التعبير بالصورة الشعرية والأسس الموسيقية علما بأنّ ما يهمنا، في التساؤل المطروح، هو الاقتراب أكثر من تجربة الغربة والاغتراب، وملامسة الخلفية المنهجية التي يصدر الناقد عنها في معالجة هذا الموضوع. وبهذا الخصوص نتساءل: ما أسباب غربة الشاعر الحديث ومظاهرها ؟ وما المنهج المعتمد في هذا الصدد ؟
◄ عرض:
لقد تحكمت عدة اسباب في اتسام الشعر العربي الحديث بسمة الغربة والإغتراب ومن أبرزها نذكر:
- نكبة فلسطين (1948م): والتي عرت الواقع العربي، وكشفت عن هشاشته وضعفه. وبذلك اعتبرت سببا أساسيا لحالة غربة الشاعر الحديث.
- اتساع دائرة معارف شعراء الاتجاه الحديث، وانفتاحهم على الثقافات والأداب الانسانية: وفي هذا الصدد نذكر الفلسفة الوجودية أساسا، وذلك من خلال إطلاعه على أعمال جان بول سارتر، وألبير كامو، وتأثرهم المباشر بالشاعر إليوت من خلال قصيدته المشهورة (الأرض الخراب). وهذه أسباب أخرى كامنة وراء تجربة الغربة والضياع)، لكنها دون حجم التأثير الذي مارسته "النكبة".
◄ خاتمة:
هكذا، إذن، نستطيع أن نخلص إلى أن مؤلف (ظاهرة الشعر الحديث) لم يكتف بوصف هذه الظاهرة الشعرية، بل إنه تعدى ذلك إلى تفسيرها، فبحث عن الأسباب وربطها بالنتائج، وتتبع السياقات التاريخية والثقافية التي أفرزت ظاهرة شكلت تحولا نوعيا في مسيرة الشعر العربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق