◄ تمهيد:
المسرح فنّ من الفنون الإبداعية الذي يتميز بخصائص مهمة تجعله مختلفا عن باقي الأنواع الفنية الأخرى، ومن هذه الخصائص نذكر: الممثل والجمهور والمكان واللغة والمخرج والإضاءة، وبالنظر إلى المسرح باعتباره نصّا إبداعيا فإنّه يرتكز أساسا على تقنية الحوار والصراع الدرامي والسينوغرافيا.
وقد تعرّف المجتمع العربي فنّ المسرح بعد أن نقله من الغرب عدد من المبدعين نذكر منهم مارون النقاش وجورج أبيض ويعقوب صنوع، فهؤلاء وأمثالهم قاموا بترجمة عدد من الأعمال المسرحية الغربية إلى العربية لتنطلق بعد ذلك عمليات الإبداع في هذا الفن مع رواده الأوائل.
І- ملاحظة النصّ:
1) صاحب النص:
نبيل حجازي: ناقد مصري مهتم بالمسرح، له مجموعة من المؤلفات النقدية حول المسرح، أهمها: "مسرح الطفل وخاصية الحضور في المسرح".
2) نوعية النص ومصدره:
نص نظري نقدي يعالج الخصائص المميزة للعرض المسرحي، وهو مأخوذ عن مجلة الوحدة، عدد مزدوج 94ـ95، غشت 1992، ص: 41 (بتصرف).
3) ملاحظة العنوان:
يتكون العنوان من ثلاثة ألفاظ:
* مدخل: وهو من المصطلحات النقدية التي تستخدم عادة في مستهل البحوث العلمية التي تعالج مفاهيم أو ظواهر أدبية أو نقدية، وفي العادة يتناول هذا المدخل الجوانب التاريخية والفنية.
* دراسة: يحيل على عملية المعالجة والبحث.
* المسرح: موضوع الدراسة والبحث، وهذا المصطلح من المصطلحات التي يشوبها كثير من الخلط إذ يستخدم للدلالة على النص المسرحي المكتوب كما يدل على المكان الذي يقدم فيه العرض المسرحي للجمهور.
4) وضع الفرضية:
نفترض انطلاقا من المشيرات السابقة أن الكاتب في النص سيناقش الخصائص الأساسية والثانوية المميزة للعرض المسرحي.
ІІ- فهم النّص:
* القضية العامة المطروحة في النص:
الخصائص الأساسية والثانوية المميزة للعرض المسرحي.
* الأفكار الأساسية المكوّنة للقضية:
- إرجاع أرسطو نشأة الشعر المسرحي إلى غريزة المحاكاة لدى الإنسان.
- العناصر الأساسية المكونة للعرض المسرحي هي الممثل والجمهور والمكان.
- أهمية اللغة في العرض المسرحي تكمن في تعبيرها عن الشخصية الدرامية ودخولها ضمن ترتيبات الإضاءة والملابس والمناظر والموسيقى.
ІІІ- تحليل النص:
1 - المعجم:
استعمل الكاتب لدراسة المسرح عدة مصطلحات ومفاهيم، مثل: المسرح - العرض المسرحي - الممثل - الجمهور - المكان - اللغة - الإضاءة - المخرج - الديكور...
2 - الخصائص المميزة للعرض المسرحي:
ميّز الكاتب في النص بين العناصر الرئيسية والعناصر الثانوية للعرض المسرحي؛ فالعناصر الرئيسية هي:
- الممثل.
- الجمهور.
- المكان.
أما العناصر الثانوية فهي:
- اللغة.
- الإضاءة.
- المخرج.
- الديكور.
وهذا التقسيم يفيد بأن هناك عناصر لا يمكن الاستغناء وعناصر أخرى مكملة يمكن الاستعانة بها إذا احتاج إليها المبدع.
3 - طريقة بناء النص:
اعتمد الكاتب في بناء هذا النص الأسلوب الاستدلالي الاستنباطي الذي ينطلق من العام إلى الخاص؛ حيث بدأ بالحديث عن نشأة الشعر المسرحي من نظرية المحاكاة لدى أرسطو لتفسير ظهور الشعر المسرحي، فالإنسان هو أكثر الكائنات استعدادا للقيام بفعل المحاكاة لأنها غريزة فطرية أولا، ولأنها تتيح له استكشاف حقيقة مشاعره وأفكاره ثانيا. ثم انتقل إلى تحديد العناصر الأساسية للمسرح وكذا العناصر الثانوية له، وانتهى أخيرا بأهمية اللغة في العرض المسرحي، حيث لابد من التنبيه إلى أن البحث في المسرح باعتباره نصا إبداعيا يختلف عن مقاربته باعتباره عرضا مسرحيا.
4 - أساليب الحجاج:
* التعريف: "الممثل: وهو الشخص الذي يقوم بمحاكاة مجموعة الأفعال عن طريق فعلها". "المتفرج: وهو الشخص الذي يستقبل تيار الأفعال فيترجمها إلى مجموعة الأفكار والمشاعر...".
* الاستشهاد: "يذكر أرسطو عدة حقائق هامة بصدد غريزة المحاكاة حيث يقول: يبدو أن الشعر المسرحي قد نشأ عن سببين...".
* المقارنة: وذلك حين قارن الكاتب بين المسرح بأنواع فنية أخرى.
◄ الوظيفة: توضيح أفكار النص وتبسيطها، وإقناع المتلقي بصحتها وسلامتها.
ІІІІ- تركيب وتقويم:
نتيجة لما سبق، نستنتج أن النص المدروس يتمحور حول فنّ المسرح الذي يعتبر من الفنون الإبداعية ويتميز بخصائص مهمة تجعله مختلفا عن باقي الأنواع الفنية الأخرى، ومن هذه الخصائص نذكر: الممثل والجمهور والمكان واللغة والمخرج والإضاءة. وللتعبير عن هذه الأفكار، توسّل الكاتب بجهاز مفاهيمي يرتبط بعدة مصطلحات نقدية، كما اعتمد على الطريقة الاستنباطية في عرض القضية المطروحة، إضافة إلى مجموعة من أساليب الحجاج للدفاع عن موقفه الخاص تجاه القضية المعالجة.
وبذلك يكون الكاتب قد تمكّن من رسم صورة واضحة عن المسرح، على أنّ الرأي الذي قدمه الكاتب لا يخلو من طرح عدة إشكاليات: فكيف يمكن تهميش الجانب اللغوي في المسرح إلى درجات دنيا، واعتباره مكملا إضافيا قيمته مثل قيمة الإضاءة والملابس ؟ لا شك أن الكاتب هنا يتحيز لصالح العرض المسرحي في مقابل إقصاء النص؛ فاللغة تلعب دورا أساسيا في تقربنا من الشخصيات وأفكارها ومشاعرها، وقد صرح بذلك الناقد بوضوح في غاية النص، فلماذا إذن يجب علينا تهميش اللغة ؟ وما قيمة العرض المسرحي إذا حذفنا منه الجانب اللغوي، وتصورنا شخصيات المسرحية بكماء صماء لا تعبر إلا من خلال الحركات ؟
إتصل بنا
تجدون في هذه المدوّنة دروس مادة اللغة العربية، من منهجيات تحليل النصوص إلى طرق التعامل مع الامتحانات الجهوية والوطنية. كل ذلك في سبيل المساعدة وضمانا للنجاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق