جاري تحميل ... مول لعربية - Mol L3arbiya

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الثانية آداب وعلوم إنسانية

تلخيص الفصل الأول من مؤلف ظاهرة الشعر الحديث : القسم الأول والثاني








تلخيص الفصل الأول: 
التطور التدريجي في الشعر الحديث
  
      يبدأ الفصل الأول بتتبع التطور التدريجي في الشعر الحديث، ويبين من خلال الصفحات الأولى الشروط اللازمة لتحقيق التطور والتي حصر أهمها في: الاحتكاك الفكري بالثقافات والآداب الأجنبية، وشرط التوفر على قدر من الحرية؛ حيث إن شرط الاحتكاك الفكري في الشعر العربي تحقق منذ العصر العباسي والأندلسي إلى العصر الحديث، وانتهى إلى التخلص من التقليد والعودة إلى التجربة الذاتية. في حين أن شرط الحرية في الشعر العربي ظل محدودا، مما ضيق مجال التطور في الشعر العربي.
 وقد لخّص أهم أسباب غياب الحرية في هيمنة علماء اللغة على النقد الأدبي، والتقيد بنهج القصيدة التقليدية. إلى أن جاءت نكبة فلسطين التي زعزعت الوجود العربي التقليدي، وفسحت مجالا واسعا للحرية، فظهرت حركتان تجديديتان في الشعر العربي الحديث: حركة اعتمدت التطور التدريجي في مواجهة الوجود العربي التقليدي، وحركة ظهرت بعد انهيار الوجود العربي التقليدي وكان التجديد عندها قويا وعنيفا يجمع بين التفتح على المفاهيم الشعرية الغربية، والثورة على الأشكال الشعرية القديمة.

      
ليستنتج من هذه التحولات العوامل العامة التي كانت وراء بلورة حركة التجديد وحصرها في:

* عوامل تاريخية: وتتمثل في امتداد الرغبة في التطوير عبر العصور، واتساع مجال التفتح على ثقافات الأمم الأخرى.
* عوامل فكرية: وتتمثل في التشبع بالمفاهيم الشعرية الغربية (كعامل مؤيد)، وهيمنة علماء اللغة على النقد العربي (عامل معارض).
* عوامل سياسية: غياب الحرية فرض وثيرة التدرج في تطور الشعر العربي (عامل معارض) ونكبة فلسطين شجعت على التحرر والثورة (عامل مؤيد).
* عوامل اجتماعية: التشبث بالوجود العربي التقليدي المحافظ (عامل معارض) وانهيار عامل الثقة في الوجود العربي التقليدي (عامل مؤيد).
     لينتقل بعد ذلك في القسم الأول من الفصل الأول إلى البحث في العوامل التي أثمرت التجربة الذاتية وأولها انهيار تجربة البعث والإحياء، والتي كان لها الفضل في نفض رواسب عصور الانحطاط عن الشعر العربي، وتوجه شعراء التيار الإحيائي نحو القصيدة العربية في أوج ازدهارها ونضجها، فكانت انطلاقة التيار الذاتي  مع مدرسة الديوان وتبلورت مع الرابطة القلمية وجماعة أبولو، حيث أجمع شعراء جماعة الديوان على وحدة مفهوم الشعر "إن الشعر وجدان" وإن تباين مفهوم الوجدان بين العقاد وشكري والمازني؛ فـالعقّاد يرى الوجدان مزاجا بين الشعور والفكر، وغلب الطابع الفكري على شعره. وشكري يرى الوجدان تأملا في أعماق الذات بأبعادها الشعورية واللاشعورية، وأهمل العقل. في حين أن المازني يرى الوجدان تعبيرا عما تفيض به النفس من مشاعر، والمعاني جزء من النفس. وبذلك تكون مدرسة الديوان قد مهدت الطريق للاتجاه الرومانسي الذي بدأت تظهر بوادره مع تيار الرابطة القلمية التي كان عامل الهجرة والغربة (جسدا وروحا ولسانا) عاملا محفزا لنشأتها، فوحّد الذات الفردية لأدباء المهجر من خلال نظرتهم للكون والحياة، وشجع على الهروب إلى الطبيعة والاعتماد على الخيال والاستسلام إلى حد القطيعة مع الحياة.
وقد امتد إشعاع هذا التيار إلى داخل الوطن العربي مع جماعة أبولو، فأصبحت ذات الشاعر مصدرا للتجربة الشعرية وهيمنتها على موضوع القصيدة إلى حد الإفراط في الهروب إلى الطبيعة والإغراق في الذات والإحساس بالحرمان والعجز. إلا أنّ إغراق التجربة في اجترار نفس الموضوعات (الحب، الملذات، الفشل) عجّل بموت التيار الذاتي.
فجاءت نكبة فلسطين التي أخرجت الشاعر من قوقعة الذات إلى الحياة الجماعية تحدوه الرغبة في الخروج من دائرة التخلف وبناء الذات بعدما تشبع بالمفاهيم الشعرية الغربية، ووعى الشاعر بمسؤوليته في المجتمع.

القسم الثاني: نحو شكل جديد


      أما القسم الثاني من الفصل الأول فيحدّد معالم هذا الشكل الجديد، حيث كانت البداية مع مصالحة الشاعر لذاته ومجتمعه مع ما تطلبه ذلك من تحولات في القصيدة العربية سواء على مستوى اللغة؛ وذلك بالانتقال من قوة ومتانة اللغة الإحيائية إلى لغة سهلة ميسرة دون ابتذال، وقد كانت عند عباس محمود العقاد لغة الشعر عنده أقرب من لغة الحديث، أما إيليا أبو ماضي فلغة الشعر اتخذت شكلا نثريا محضا. أو على مستوى الصورة؛ إذ أصبحت للصورة الشعرية وظيفة بيانية تخص التجربة، بدل الوظيفة التزيينية التي كانت عليها عند الإحيائيين.
 وكان الاهتمام بـالوحدة العضوية واضحا عند أنصار الشكل الجديد عبر الربط بين الأحاسيس والأفكار مما جعل القصيدة كائنا واحدا (وحدة الفكرة ووحدة العاطفة وتسلسل الأفكار في إطار الموضوع الواحد) وقد نتج عن الربط بين المضمون والشكل الفني ربط القافية والوزن بالأفكار والعواطف الجزئية. فتولد عن ذلك انسجام القافية مع عواطف الشاعر تتبدل بتبدلها.
إلا أن هذا التوجه الجديد لقي مواجهة عنيفة تتمثل في رفض الخروج عن اللغة العربية الأصيلة والتشبث بالقافية العربية مما حد من وثيرة التجديد وجعله يتوقف عند المستوى الذي وصل إليه. إضافة إلى عوامل داخلية عجلت بنهاية التجربة الذاتية؛ فعلى مستوى المضمون: نجد انحدار الشعراء إلى البكاء والأنين إلى حد الضعف، أما على مستوى الشكل: فيتمثل في الفشل في وضع مقومات خاصة بالتجربة الذاتية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تجدون في هذه المدوّنة دروس مادة اللغة العربية، من منهجيات تحليل النصوص إلى طرق التعامل مع الامتحانات الجهوية والوطنية. كل ذلك في سبيل المساعدة وضمانا للنجاح.