يُقصد بـ "المضمون" معنى النص، أو ما يعرف بـ"المحتوى الشعري". ويمكن معالجة هذا المكون من خلال مستويين اثنين هما: التفكيك، والتركيب.
◄ مستوى التفكيك:
وفيه يتم تجزيء محتوى النص إلى المضمون العام والوحدات الدلالية:
- المضمون العام:
أي الغرض أو الموضوع الذي يتناوله النص ككلّ.
- الوحدات الدلالية:
بوصفها معاني أساسية تتفرع عن "المضمون العام للنص". وتتضمن، هي الأخرى، معاني جزئية. ويمكن بيان ذلك كما يلي:
* الوحدة الدلالية الأولى: وتمتد [ من البيت ... إلى البيت ...]، وفيها يتحدث الشاعر عن كذا وكذا...
* الوحدة الدلالية الثانية: وتمتد [ من البيت ... إلى البيت ...]، وفيها يتحدث الشاعر عن كذا وكذا ...
* الوحدة الدلالية الثالثة: وتمتد [ من البيت ... إلى البيت ...]، وفيها يتحدث الشاعر عن كذا وكذا ...
وهكذا بحسب عدد الوحدات الدلالية الأساسية التي تتضمنها القصيدة (هذا إذا كانت تنتمي إلى تيار إحياء النموذج، وأيضا سؤال الذات أحيانا).
أما إذا كانت القصيدة تنتمي إلى تيار تكسير البنية أو تجديد الرؤيا (وأيضا سؤال الذات أحيانا) فإنها تُقسّم حسب عدد المقاطع. ويمكن بيان ذلك كما يلي:
* المقطع الأوّل: ويمتد من السّطر ... إلى السّطر ...، وفيه يعبّر الشاعر عن ...
* المقطع الثاني: ويمتد من السّطر ... إلى السّطر ...، وفي هذا المقطع الثاني ...
* المقطع الثالث: ويمتد من السّطر ... إلى السّطر ...، وفيه يتحدث الشاعر عن ...
وهكذا بحسب عدد مقاطع النص الشعرية.
◄ مستوى التركيب:
وفيه يتم تكثيف معاني النص، وصياغتها صياغة عامة، وذلك على شكل ملخص تراعى فيه سلامة التعبير، وحسن استعمال أدوات الربط المختلفة.
المضمون في قصائد إحياء النموذج:
- إعادة إنتاج الأغراض الشعرية الأغراض الشعرية القديمة من مدح، ورثاء، وهجاء، وفخر، ووصف وغزل...
- إضافة بعض الأغراض الجديدة كالشعر القومي والشعر الوطني والشعر السياسي والشعر الاجتماعي والشعر الأخلاقي والشعر الإصلاحي ...
المضمون في قصائد سؤال الذّات:
- التحرر من الأغراض الشعرية القديمة، والدعوة إلى استثمار مضامين الشعر الرومانسي.
- الثورة على عالم الناس والابتعاد عن نظام الجماعة المثقل بالعادات المتحجرة والقوانين الجائرة.
- التقوقع والانكفاء على عالم الأنا والذات المفعم بالعذابات الشقية والآهات المؤلمة.
- اللجوء إلى عالم الطبيعة والغاب والتماهي معه، باعتباره رمزا للفطرة والعودة إلى الأصل والصفاء والبساطة والعفوية والحرية والخلاص والحلم والكمال والوئام والسكينة...
- شیوع النزعة العاطفية الوجدانية: وما تتضمنه من مشاعر الحزن والأسى والقلق و التشاؤم والحب والأمل...
- ذيوع النزعة التأملية: وهي نزعة فلسفية فنية تنتاب الشاعر الرومانسي أحيانا، وتجعله يسجل مواقف نظرية تأملية تجاه الذات والعالم والحياة والكون...
المضمون في قصائد تكسير البنية و تجديد الرؤيا:
- القطع مع نظرية الأغراض الشعرية التقليدية والكلاسيكية والموضوعات الرومانسية المسكوكة والمجترة، واستبدالها بمضامين، أو بالأحرى برؤيا واقعية ثورية أحيانا، ووجودية تأملية أحيانا أخرى: رؤيا ذاتية فلسفية شاملة وعميقة.
- الانخراط الفاعل في قضايا الواقع العربي والدولي.
- التعبير عن تجربة الغربة والضياع، بفعل واقع البؤس والفقر والتهميش والإقصاء الذي أصبح يعيشه الشاعر المعاصر من جهة، وواقع التخلف والجمود والجهل والانحلال والعنف والقوة الذي بات يشهده المجتمع العربي والدولي من جهة ثانية (تكسير البنية).
- تصوير تجربة الموت والحياة، وذلك لوصف عالم عربي يعيش موتا سريريا بطيئا، لكن هذا العالم يُرجى علاجه ويُؤمل إعادة الحياة إليه (تجديد الرؤيا).
- التفاعل مع التراث الإنساني بشكل عام، مما يعني أن تعامل الشاعر المعاصر تجاوز التراث القومي إلى الإنساني، وذلك باستثمار أساطيره، ورموزه ودلالاته وأبعاده، وقيمه علما بأن هذا التفاعل كان محدودا ومنقوصا في مرحلة (تكسير البنية) ، لكنه غدا مكثفا ومعمقا في مرحلة (تجديد الرؤيا).
- التفاعل مع مختلف الثقافات المعاصرة، بحيث لا يحشر الشاعر المعاصر نفسه في دائرة الثقافة الغربية وحدها، بل يتجاوز ذلك إلى التفاعل مع كل النتاج أو المنجز الثقافي العالمي الراهن.
المضمون في الاتجاهات الشعرية المدروسة pdf:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق