بعيدا عن جيكور | تحضير النص الشعري، ص: 167 | في رحاب اللغة العربية
◄ تمهيد:
الشّعر: كلام موزون مقفّى دال على معنى. وهو نوعان: الشعر العمودي والشعر الحرّ (شعر التفعيلة).
- المدينة - الاغتراب - النّضال والمقاومة...
І- ملاحظة النصّ:
1) نوعية النص وصاحبه:
قصيدة من الشعر الحرّ للشاعر العراقي بدر شاكر السياب.
2) دلالة العنوان:
* بعيداً عن: تُحِيل على معاني البُعد والغربة.
* جَيْكور: قرية في العراق، مسقط رأس الشاعر.
3) قراءة في الأسطر الشعرية:
- بعيدا عنك في جيكور عن بيتي وأطفالي
- ولولا الداء ما فارقت داري يا سنا داري
4) فرضية قراءة النص:
نفترض انطلاقا من المشيرات السابقة، أنّ الشاعر سيعبّر عن شوقه إلى أهله وقريته، وعن معاناته بسبب الغربة والمرض.
ІІ- فهم النّص:
امتناع الشاعر عن الصراخ لغياب مجيب يسمع صراخه وشكواه.
ІІІ- تحليل النص:
حقل الغربة |
حقل المرض |
بعيدا عنك / الوحدة
/ ضعت في الزحمة / فارقت داري / هاتوا لي أحبائي ... |
الدّاء / المستشفيات
/ الآلام / يشل خطاي / نواجد الفولاذ ... |
وظف الشاعر مجموعة من الصّور الشعرية، وأغلبها استعارات مكنية، ففي قوله مثلا:
- "تشد مخالب الصوان"؛ استعار المخالب من الحيوان المفترس وأسندها إلى حجر الصوان، وذلك على سبيل الاستعارة المكنية.
◄ والحق أن يقال إن الشاعر ما عمد إلى هذه الاستعارات إلا ليعبر عن أحزانه وآلامه؛ لأن الصّور الشعرية هي أنسب وسيلة لتصوير معاني الحزن والمعاناة.
أخي، يا أنت يا قابيل .. خذ بيدي على الغمّة ..
حيث يرمزُ قابيل إلى القتل، وذلك لأنّ قابيل كما يحكي القرآن قتل أخاه هابيل؛ فالشاعر هنا في هذه القصيدة يستدعي قابيل ويطلب منه أن يُخلّصه من آلامه عن طريق القتل.
زاوج الشاعر بين الأسلوبين الخبري والإنشائي، وذلك ليعبر عن آلامه ومعاناته بطرق مختلفة، فعبر عنها تارة بالجمل الخبرية، وعبر عنها تارة أخرى بالأساليب الإنشائية؛
- الاستفهام: فهل أستوقف الخطوات ؟ / أ عندك زهرة حية ؟
ІІІІ- تركيب وتقويم:
النص عبارة عن قصيدة من الشعر الحرّ للشاعر العراقي بدر شاكر السياب، يُعبّر فيها عن معاناته المرضية وألم شعوره بالغربة وهو بعيد عن أهله ووطنه. ولبيان هذه المعاناة استعان الشاعر بحقلين دلاليين هما: حقل الغربة وحقل المرض، حيث تجمعهما علاقة سببية؛ فالمرض هو سبب غربة الشاعر. هذا فضلا عن الصور الشعرية المرتكزة أساسا على الاستعارة والرمز، بالإضافة إلى المزج في الأساليب اللغوية بين الجمل الخبرية والأساليب الإنشائية التي تنوّعت بين الاستفهام والنداء والأمر.
من هنا يبدو إذن، أنّ القصيدة تعبير عن مشاعر الحيرة والقلق ممزوجة بالحنين إلى الوطن والأهل، فالإنسان والأشياء والطيور كلها تدخل حيز القصيدة لتجسد الواقع، وتنقل معاناة الشاعر ومظاهر صراعه مع الغربة والمرض، كل ذلك في قالب فني يمثل خصائص الشعر الحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق