جاري تحميل ... مول لعربية - Mol L3arbiya

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الثانية آداب وعلوم إنسانية

منهجية جاهزة لتحليل قصيدة إحياء النموذج | فقط أَملأُ الفراغات ... بما يناسب من القصيدة








المقدمة:

     يُمثّل عصر النهضة نقطة التحول التي أفاضت الكأس، حيث اشتدت الرغبة في العودة الى أصول القصيدة القديمة باعتبارها نموذجا يُحتذى ومنطلقا أساسيا للانعتاق من قيود الركود والجمود. حيث كان وراء ظهور حركة البعث والإحياء عدة عوامل، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الاستبداد العثماني / الغزو النابليوني / الاستعمار الغربي للعالم العربي / ظهور تيارات وطنية تنادي بإجلاء الاستعمار، وأخرى سلفية توفيقية تنادي بالأصالة والمعاصرة ...

وقد ساهم في حملة إحياء هذا النمودج شعراء من المشرق العربي ومغربه أبرزهم محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ ابراهيم ويعد ... (صاحب النص) بشهادة العديد من النقاد أحد الرواد الذي كان له الفضل الكبير في إحياء الشعر العربي الأصيل وبعثه من سباته العميق. وبالاستناد إلى مجموعة من المشيرات المرتبطة بهذا النص (صاحبه، عنوانه، تصديره، شكله، مطلعه...) نفترض أنه نص إحيائي بامتياز يحاول فيه الشاعر ... (الغرض الشعري).

فما هي المضامين التي عبّر عنها الشاعر في هذه القصيدة ؟ وما الخصائص الفنية المميزة لها ؟ وما مدى تمثيل النص لمقومات التيار الإحيائي ؟



العرض:

    على عادة الشعراء القدامى، استهلّ الشاعر قصيدته بـ ... (مضمون الوحدة الشعرية الأولى)، لينتقل بعدها إلى موضوع آخر ... (مضمون الوحدة الشعرية الثانية)، وانتهى أخيرا بـ ... (مضمون الوحدة الشعرية الثالثة).

ولعله من الواضح أن "المضمون" في هذه القصيدة، يقوم على براعة الاستهلال وحسن الاختتام. وكلها معطیات دلالية تميز القصيدة الإحيائية والتراثية على حد سواء.

وللتعبير عن 
مضامين هذه القصيدة وظّف الشاعر حقلين دلاليين بارزين هما حقل ... (اسم الحقل الأول) وحقل ... (الحقل الثاني) اللذان تجمعهما علاقة ... (ذِكر طبيعة العلاقة) (ترابط وتكامل / تضاد وتقابل / تأثير وتأثر / سبب بنتيجة)؛ حيث إنّ ... (شرح طبيعة العلاقة).

وبإجراء مقارنة بين الحقلين نلمس هيمنة واضحة لحقل ... وهو ما يعبر عن ... (سبب الهيمنة).

وانطلاقا مما سبق، نستخلص أنّ "معجم النص" يعتمد مدونة معجمية جاهزة؛ لتوظيفه ما تناثر في النص الشعري القديم من كلمات وعبارات عتيقة لم تعد متداولة، كما أنه معجم يتسم بالجزالة والقوة والفخامة والمتانة... وكلها سمات تنطبق على معجم النص الشعري الإحيائي.



أما بالنسبة للخصائص الفنية المميّزة لهذا النص، فيمكن تتبعها بالتركيز على المكونات التالية: الصورة الشعرية - الإيقاع - الأسلوب.

فبخصوص "الصور الشعرية": كَمِّيّاً يتضح أن نسبتها متوسطة في النص، وكَيْفِيّاً تبدو مفردة / جزنية / بسيطة، ودَلَالِياً ترتبط بأغراض تراثية (الغزل أو المدح أو الوصف...)، ومَرْجِعِيّاً تحيل على الواقع المادي المحسوس، وكذا على أشياء العالم الخارجي، وتَكْوِينِيّاً تتشكل من مكونات بلاغية تقليدية (كالتشبيه، والاستعارة والكناية)، وعَلَائِقِيّاً تقوم على علاقتي: "المشابهة" و"المجاورة"، وكذا على "القرب" و"التوسط"، ليس فقط بين طرفي الصورة، بل أيضا بينها وبين المتلقي، نذكر منها:

* التشبيه:
والذي نجده في البيت (كتابة البيت الشعري أو رقم البيت) ويمكن تحديد أركانه على الشكل التالي المشبه هو ... المشبه به هو ... الأداة ... وجه الشبه ... وقد جاء التشبيه... (نوعه).

* الإستعارة:
ونقف عندها في البيت ... (رقم البيت) حيث شبه الشاعر ... بـ ... فحذف المشبه (...) وأبقى على قرينة دالة عليه (...) على سبيل الاستعارة التصريحية / وكذا في البيت ... (رقم البيت) حيث شبه الشاعر ... بـ ... فحذف المشبه به  (...) وأبقى على المشبه (...) على سبيل الاستعارة المكنية.

* المجاز:
 والمتمثل في قول الشاعر ... (كتابة البيت الشعري).

* الكناية:
 ونرصدها في البيت ... 
(رقم البيت).



وكل هذه الصور الشعرية تؤدي مجموعة من الوظائف أبرزها الوظيفة التزيينية الجمالية والوظيفة التخييلية.

ولا شك أن هذه الصور، وبتلك المواصفات، ذات علاقة وطيدة بالتصوير الشعري عند العرب القدامى، وهذا النمط من التصوير هو ما عمل الكلاسيكيون - ومنهم (اسم الشاعر صاحب النص) - على إحيائه وتقليده والمحافظة عليه.

ولإضافة جمالية على مضامين القصيدة وجذب انتباه القارئ التجأ الشاعر إلى "بِنية إيقاعية" واضحة المعالم، 
يمكن التمييز فيها بين نوعين أساسيين: إيقاع خارجي، و
إيقاع داخلي:



أ- الإيقاع الخارجي: ونرصده بمعالجة المكونات التالية: (الوزن - القافية والروي - التصريع).

- الوزن: ويتمثل في البحر الشعري الذي نظمت عليه القصيدة (اسم البحر وتفعيلاته) وهو من البحور (الطويلة أو المتوسطة أو القصيرة) والممزوجة (المزج بین تفعيلتين مختلفتين) أو الصافية (تفعيلة واحدة متكررة). وهاتان الصفتان تتناسبان مع أغراض النص، لأنها متمازجة بدورها، وتحتاج إلى طول نفس من الشاعر للتعبير عن حالات متنوعة من التأثر والمعاناة والإعجاب... 

كما أنّ الزحافات والعلل ساهمت من جهتها، في إثراء الجانب الموسيقي للنص؛ حيث جاءت العروض (اسم الزحاف الذي أو العلة التي لحقتها)، والضرب (اسم الزحاف الذي أو العلة التي لحقته). وهكذا أسفرت الزحافات والعلل عن قيمة إيقاعية مضافة تتمثل في تكسير رتابة التفعيلة الصحيحة، وتسريع وتيرة الإيقاع.



- القافية والروي: فـ"القافية" مكون إيقاعي آخر ينضاف إلى "الوزن"، ويعزز رصيد الإيقاع الخارجي. وقد جاءت، في هذا النص، مُطْلَقة (لأن رويها متحرك) أو مُقيّدة (لأن رويها ساكن)، متكاوسة لتضمنها أربعة حروف متحركة بين ساكنيها (/0////0)، أومُتَراكِبَة لتضمنها ثلاثة حروف متحركة بين ساكنيها (/0///0)، أو متداركة لتضمنها حركتين بين الساكنين (/0//0)، أو متواترة لتضمنها حركة واحدة بين الساكنين (/0/0)، أو مترادفة لترادف الساكنين (/00). 

وهذا ما منح النص وتيرة إيقاعية سريعة تتناسب مع حالة التقلب السريع في المشاعر والانفعالات المعبّر عنها في النص. 

أما "الروي" فهو عبارة عن حرف صحیح (الميم أو الباء أو الجيم أو العين...)، تكرر على امتداد القصيدة، مما ساهم في إغناء إيقاعيتها، كما أنه يتناسب والحالة النفسية للشاعر في النص.

- التصريع: ويتمثل في البيت الأول من القصيدة: (كتابة البيت الشعري)

........... *** .............

حيث ائتلف آخر شطري البيت على حرف واحد هو (حرف ...)، وهذا بدوره يسهم في إثراء موسیقی النص.



ب- الإيقاع الداخلي: ويقوم أساسا على ظاهرتي: التكرار، والتوازي.

ويمكن رصد "التكرار" من خلال ما يأتي:

* تكرار الحروف: وذلك من قبيل: (الميم، الجيم، العين...) و(السين، الشين، الصاد...)

* تكرار المدود الصوتية: ( ا – ى – و ) مثل: 
(أمثلة لكلمات تضمنت هذه المدود الصوتية).

* تكرار الكلمات: ومن تجلياته:
- تكرار التطابق: وهو أن تتكرر الكلمة بدالها ومدلولها، ومثاله تكرار كلمة 
(ذكر الكلمة) أربع أو خمس أو ست أو ... مرات.
- تكرار الترادف: وهو أن تتكرر الكلمة بمدلولها لا دالّها، ومن أمثلته في النص: (... = ...) - (.... = ...) ...
- تكرار الاشتقاق: وهو أن تتكرر الكلمة بمشتقاتها المتنوعة، ومثاله في النص: (... : ...) - (... : ...) ...

* التكرار في الصياغة والجمل: ويمكن ملاحظته في هذه الصيغ التعبيرية: (.... .... / .... ..... ) - (..... ..... / .... .....)...



أما "التوازي"، بما هو تناظر بين متتاليتين لغويتين (أو أكثر)، فيمكن تتبعه في الأبيات التالية: (ذِكر أرقام الأبيات). فكل من هذه الأبيات يتضمن نوعا أو آخر من أنواع التوازي، وذلك كما يلي:

* التوازي الصرفي-التركيبي: ومثاله في البيت (رقم البيت): "...... ...... ......
...... ...... ......".

* التوازي الصوتي-الإيقاعي: ومثاله البيت (...) الذي يتضمن التقابلات الإيقاعية التالية:
"
...... ...... ...... = ...... ...... ......".

* التوازي المعجمي-الدلالي: وذلك بنوعيه:
- التوازي الدلالي القائم على التناسب: كما ورد في الببيت 
(...):
...... ...... ...... = ...... ...... ...... 
◄ التناسب في دلالة الكل على .... .

- التوازي الدلالي القائم على الترادف: كما جاء في البيت 
(...)
...... ...... ...... = ...... ...... ......
◄ العلاقة الدلالية: "الترادف".



من هنا يتّضح إذن، أنّ التكرار والتوازي، يحققان الوظيفة الإيقاعية للنص الشعري، وذلك باسهامهما في تشكيل الإيقاع الداخلي، لكنهما لا ينحصران في كونهما ظاهرتين ايقاعيتين فقط، وإنما يلعبان وظائف أخرى تخدم النص الشعري، وهي:

- الوظيفة الجمالية: وتتجلى في إغناء الجانب الإيقاعي، وهذا الجانب جمالي في الشعر، لأن الشعر كائن إيقاعي بالدرجة الأولى.

- الوظيفة التأثيرية: ذلك لأن أول ما يثير انتباه المتلقي في الشعر، ويؤثر فيه هو جانبه الإيقاعي.

- الوظيفة الإقناعية: فالتكرار والتوازي معا يشتغلان على ترديد نفس الملفوظات أو ما شابهها، والشيء إذا تكرر تقرر، وبالتالي اقتنع به المتلقي.

- الوظيفة التنظيمية: وهي تنطبق على "التكرار" باعتباره أحد أدوات الربط المعنوي.

ولا شك أنّ الصلة وثيقة بين الإيقاع المعتمد في النص بنوعيه: الخارجي والداخلي، ونفسية الشاعر وأفكاره، كما أن مظاهر التقليد وسمات المحافظة على الموروث الإيقاعي بادية بشكل واضح أيضا في هذا النص، سواء من خلال الإبقاء على وحدة الوزن، ووحدة القافية والروي، وتوظيف ظاهرة "التصريع" في الإيقاع الخارجي، أو اللجوء إلى آليتي: "التكرار" و"التوازي" في الإيقاع الداخلي.

وبالانتقال إلى الحديث عن "الأسلوب" فنجد هيمنة مطلقة للجمل الخبرية ... (أمثلة من النص) والتي من خلالها يخبرنا الشاعر بـ...
وإلى جانب ذلك نجد بعض الأساليب الإنشائية كالأمر ... (أمثلة) والنهي ... (أمثلة) والاستفهام ... (أمثلة) والتمنِّي ... (أمثلة) والنداء... (أمثلة) / التعجب، الترجي، القسم، المدح، الذم.
أما بخصوص الضمائر فالهيمنة واضحة لضمير ... ومن أمثلة ذلك ...
- الطباق (أمثلة)
- المقابلة (أمثلة)
- الجناس 
(أمثلة)
- الجمل الفعلية: (أمثلة)
- الجمل الاسمية:(أمثلة)


خاتمة:

  ومُجمل القول، فإنّ النص المدروس ينتمي إلى حركة البعث والإحياء، لأنه حافظ البناء التقليدي للقصيدة، وأعاد إنتاج نفس الأغراض الشعرية القديمة (ذِكر الغرض الشعري الأساسي للقصيدة)، كما اعتمد مدونة معجمية جاهزة ووظف صورا شعرية من التراث الشعري القديم، هذا فضلا عن النظم على منوال البناء الخليلي، وتوظيف أساليب لغوية واضحة وإنشائية مؤثرة.
  وهذه الخصائص كلها تعكس بامتياز انتماء النص إلى الاتجاه الإحيائي، وهذا ليس بغريب أو صعب على (اسم الشاعر) الذي يعتبر رائد هذا الاتجاه، وأحد أبرز رموزه الكبار بدون أي منازع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تجدون في هذه المدوّنة دروس مادة اللغة العربية، من منهجيات تحليل النصوص إلى طرق التعامل مع الامتحانات الجهوية والوطنية. كل ذلك في سبيل المساعدة وضمانا للنجاح.