جاري تحميل ... مول لعربية - Mol L3arbiya

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

جذع مشترك آداب

الأدب بين الصياغة والمضمون : تحضير النص الحجاجي الإقناعي ① | في رحاب اللغة العربية، ص: 89





.com/img/a/


◄ تمهيد:


النص الحجاجي الإقناعي:


يعمل على استدراج المتلقي إلى الاقتناع بصحة الأطروحة التي يدافع عنها، ورفض الأطروحة التي يدحضها.


خصائص النص الحجاجي الإقناعي:


* تقديم أطروحتين مصحوبتين بأدلة وحجج:
- الأولى: تفنّد وتدحض.
- الثانية: تُثْبت ويبرهن على صدقها. 

* اعتماد الأدلة المنطقية والحجج الثقافية، وترتيبها وعرضها عرضا منظما يؤدي إلى نتيجة مقنعة.

* التعريف والمقارنة.

* الإتيان بالأمثلة والاستشهاد بآراء العلماء والمفكرين.




І- ملاحظة النصّ:


1- نوعية النص:

نص حجاجي إقناعي مُقتبس من كتاب "في الثقافة المصرية" للكاتبين المصريين عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم.


2- دلالة العنوان:

* الأدب: صياغة فنّية لتجربة بشرية.

* بين: تدل على أنّ هناك مواقف متعددة وآراء متأرجحة، فمنهم من يميل إلى الصياغة ومنهم من يميل إلى المضمون.

* الصياغة: صورة الأدب.

* المضمون: مادة الأدب.


3- الفرضية:

نفترض انطلاقا من المشيرات السابقة أن الكاتبين في النص سيحاولان إقناع عميد الأدب طه حسين بهوية الأدب الحقيقية.




ІІ- فهم النّص:


* موقف طه حسين:

يرى أنّ اللغة هي صورة الأدب، وأن المعاني هي مادته، وأنّ صورة الأدب ومادته شيئان لا يفترقان (هما شيء واحد)، وأنّ الجمال عنصر يلزمهما لزوما لا خلاص منه.

* موقف الكاتبين عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم:

يريان أنّ اللغة أداة من أدوات الصورة، وأنّ المعاني إحدى أدواته كذلك، أما ما يمكن أن يسمى بالجمال الأدبي فهو تكامل العمل الأدبي وتحقق الاتساق والتآزر بين الصورة والمادة.

إنّ المادة الأدبية أو المضمون أحداث تعكس مواقف ووقائع اجتماعية، وإن الصورة الأدبية أو الصياغة عملية لتشكيل هذا المضمون وإبراز عناصره وتنمية مقوّماته، أما العلاقة بين الصورة والمادة أو بين الصياغة والمضمون فلا تكون علاقة متآزرة متسقة إلا في الأعمال الأدبية الناجحة. 



ІІІ- تحليل النص:

1) بناء النص: 
              
أ- عرض القضية موضوع الحجاج:

طبيعة العلاقة بين صورة الأدب ومادته أو بين صياغته ومضمونه.

ب- تقديم الأطروحة الأولى المراد تفنيدها ودحضها: 

* طه حسين:
الأدب = اللغة (الصورة) + المعاني (المادة) + الجمال – الأثر
 (مع غياب الواقع الاجتماعي)

ج- تقديم الأطروحة الثانية المراد تثبيتها والبرهنة على صدقها: 

* الكاتبان عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم:
الأدب = اللغة + المعاني + الجمال + الأثر
(على اعتبار أن الأدب يعكس الواقع الاجتماعي)

د- الحجج:

- سوء فهم طه حسين للقضية المعالجة:
إلا أننا نرى أن قصر الصورة على اللغة، وقصر المادة على المعاني 
لا يكشف عن إدراك سليم لحقيقة الظاهرة الأدبية.

- غموض بعض المفاهيم لديه:
أما العنصر الثالث الذي يسميه عميد الأدب بالجمال، فإننا نعدّه مفهوما غامضا.

- أخذه بآراء قديمة متجاوزة:
وبهذه الأسس نعدّ أنفسنا على خلاف بيّن مع أصحاب المدرسة القديمة.

هـ- النتيجة:

علاقة تآزر واتساق.


2) أساليب الحجاج:

- أسلوب النفي: لا يفترقان / ليس صورة للأدب ولا صياغة له / لم يسبقه إليه...
- أسلوب التوكيد: أنّ اللغة هي صورة الأدب / فإنّنا نعدّه...
- أسلوب الشرط: فإن قصرنا... فقد تحدثنا... / فلو قدمت لنا جملة... لما كان...
- أسلوب التشبيه: فالمعاني كالألفاظ. 
- أسلوب التمثيل: تهتم بالشكل قبل المضمون كالتكعيبية مثلا، أو بالمضمون قبل الشكل كالسريالية والمستقبلية مثلا.

وظائفها التعبيرية:


- إثارة انتباه المتلقي ودفعه إلى متابعة الحجاج.
- إبراز الآراء المتناقضة ووجهات النظر المختلفة في النص.
- مناقشة آراء الخصم وأدلته وإبطالها ودحضها وتفنيدها.

3) مقاصد النص وأبعاده:

إقرار مفهوم جديد للأدب.



ІV- تركيب وتقويم:

     النص قيد التحليل نص حجاجي إقناعي مُقتبس من كتاب "في الثقافة المصرية" للكاتبين المصريين عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم، يحاولان فيه إقناع عميد الأدب العربي طه حسين بموقفهما في موضوع تحدث فيه عن علاقة الصياغة بالمضمون في العمل الأدبي. وواضح جليا أن الكاتبان حاججا عميد الأدب في نصّهما هذا الذي كان فاتحة معركة أدبية بينهما قامت سنة 1954 واستمرت أسابيع عديدة على صفحات الجرائد المصرية. وقد قام الكاتبان في بنائهما للنص بعرض القضية موضوع الحجاج، ثم تقديم أطروحة طه حسين المراد تفنيدها ودحضها، بعدها قدّما أطروحتهما المراد تثبيتها والبرهنة على صدقها من أجل الوصول إلى نتيجة معينة. موظفان في عرض أطروحتهما أساليب حجاجية تنوّعت بين: نفي وتوكيد وشرط وتشبيه وتمثيل، كل هذا من أجل: إثارة انتباه المتلقي ودفعه إلى متابعة الحجاج، ثم إبراز الآراء المتناقضة ووجهات النظر المختلفة في النص، وكذا مناقشة آراء الخصم وأدلته وإبطالها ودحضها وتفنيدها.

    الأكيد أنّ قصد الكاتبين من خلال نصّهما هذا الذي حاججا فيه عميد الأدب هو إقرار مفهوم جديد للأدب يأخذ بعين الاعتبار مضمون الدلالة الاجتماعية له، وتجاوز تلك المواقف التي تفترض أن لكل من الصيغة والمضمون في العمل الأدبي وجودا مستقلا.

أكتب تعليق

هناك تعليقان (2):

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تجدون في هذه المدوّنة دروس مادة اللغة العربية، من منهجيات تحليل النصوص إلى طرق التعامل مع الامتحانات الجهوية والوطنية. كل ذلك في سبيل المساعدة وضمانا للنجاح.