بنية القصيدة الحداثية : تحليل النص النظري لإبراهيم خليل | مكوَن النصوص | الدرس 5
◄ تمهيد:
لم يتوقف خط التطور في الشعر العربي الحديث
عند النقطة التي عرفناها مع المدرسة الرومانسية، ولكنه استمر في عملية
التجديد والتطوير استجابة لعدد من الظروف السياسية والاجتماعية والفكرية التي
فتحت آفاقا جديدة أمام الشاعر العربي الذي قام بتكسير بنية الأشكال الشعرية
المتوارثة عن القدماء. وهكذا انتقل الشعر العربي من مستوى التقليد
والرومانسية إلى مستوى أكثر انفتاحا على بنيات شكلية ولغوية وفكرية جديدة
تجاوز من خلالها البنية الشعرية التقليدية وعوّضها ببنية شعرية جديدة تعتمد
نظاما لغويا وإيقاعيا مختلفا يركّز على الانزياح اللغوي والتركيبي ونظام
السطر الشعري والتنويع في القوافي واستخدام وسائل جديدة في تأليف الصور
الشعرية.
І- ملاحظة النصّ:
إبراهيم خليل كاتب وناقد أردني، يعمل محاضرا بالجامعة الأردنية، له عدد من الأعمال والدراسات منها ”في نقد الشعر“ ”في النقد الأدبي“ ”في التحقيق“ ”في الترجمة“.
نص نظري يعالج بنية القصيدة المعاصرة الحداثية، وهو مأخوذ عن كتاب ”مدخل لدراسة الشعر العربي الحديث“ دار المسير، عمان، ط 1، ص: 317/348 بتصرف.
يتكون العنوان من ثلاث كلمات تحيل على موضوع النص: فـالبنية هي هيكل النص وهو هنا القصيدة الشعرية، أما الحداثة فهي مصطلح كثرت تعريفاته وتشعبت، ولكن أغلب هذه التعريفات تشير إلى معنى التطوير والتجديد والثورة على السائد سواء من حيث الشكل أو المضمون.
نفترض انطلاقا من المشيرات السابقة أن الكاتب في النص سيتحدث عن أوجه الحداثة في القصيدة العربية.
5) الإشكالية:
إلى أيّ حد استطاع الكاتب تقديم تصور نظري واضح ومتكامل حول القضية المطروحة في النص ؟
ІІ- فهم النّص:
* القضية العامة المطروحة في النص:
إبراز الناقد أهم مظاهر الحداثة في القصيدة العربية الحديثة.
* الأفكار الأساسية المكوّنة للقضية:
- اهتمام الدارسين بدراسة الشعر الحداثي من حيث الشكل والمضمون.
- القصيدة الحداثية ثورة عروضية التزمت بنظام إيقاعي جديد.
- لغة القصيدة الحداثية سهلة مألوفة وجملها تنحو منحى الحكي.
- اعتماد القصيدة الحداثية الانزياح اللغوي والأسلوبي مما جعلها تتسم بالغموض.
- التزام القصيدة الحداثية بالوحدة سواء كانت موضوعية أو عضوية أو نفسية أو شعورية.
ІІІ- تحليل النص:
1 - المعجم:
هذا النص نص نقدي وقد انعكس ذلك على مستوى المصطلحات النقدية مثل: ”الحداثة – بنية القصيدة – الدارسون – المحدثون - البيت - الإيقاع - الموسيقى الداخلية - الانزياح الأسلوبي - القوافي - الشاعر…
* القصيدة الحداثية قامت بثورة عروضية لأنها بنيت على نظام إيقاعي جديد يتمثل في اعتماد نظام السطر الشعري غير المغلق بالإضافة وتكرار التفعيلات بشكل غير محدد والتنويع في القوافي.
* تعتمد موسيقى الشعر الحديث على مستويين: موسيقى داخلية وهي مطلب اختياري عفوي لا يقصده الشاعر بالضرورة، وموسيقى خارجية تتكون من الوزن والقافية، هي مطلب قسري تفرضه طبيعة النص الشعري.
* لغة القصيدة الحداثية أصبحت مألوفة تراعي المستويات الثقافية المختلفة للقراء، مع تجنب الألفاظ المهجورة والغريبة.
* الانزياح الأسلوبي حيث يعمد الشاعر إلى اعتماد طرق غير عادية في توظيف الألفاظ والتراكيب، وهذا الانزياح يجعل القصيدة غامضة تحتاج إلى تأويل.
* المقارنة: "فإذا قارنا بين هذه القصيدة (يا ليل) وقصيدة (الكوليرا)..." / "فالقدماء كانوا يؤثرون الغريب من اللفظ ... أما شعراء الحداثة فقد مالوا إلى استخدام الألفاظ المألوفة...".
* التفسير: "ومعنى ذلك أن كل بيتيستقل عن غيره بمعناه فلا يتوقف فهمه على فهم ما قبله أو ما بعده".
* الاستشهاد: بالمقطع الشعري لنازك الملائكة / ببيت الحصري القيرواني / مقطع كمال خير بك الشعري.
* التعريف: "القصيدة أساسا شكل أدبي مادة التعبير فيه وأداته هي اللغة..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق