جاري تحميل ... مول لعربية - Mol L3arbiya

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الثانية آداب وعلوم إنسانية

انبعاث الشعر العربي : تحليل النص النظري ❶ I واحة اللغة العربية، ص: 12






تمهيد:



    
شهد العالم العربي في أواخر القرن التاسع عشر الملامح الأولى لظهور نهضة وتجديد مسّا كثيرا من جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والأدبية والثقافية بشكل عام، وكان وراء ظهور هذه النهضة عوامل متعددة تضافرت مجتمعة لتطرح على العرب سؤالا عريضا عن الأسباب الكامنة وراء تأخرهم وتقدّم غيرهم.
وفي سياق الجواب عن السؤال المرتبط بثنائية التقدم / التأخر، دعا عدد كبير من المفكرين والأدباء العرب إلى العودة إلى الماضي، وذلك عبر إحياء النموذج القديم واستلهام النماذج القوية فيه، مستحضرين في ذلك الصورة النموذجية للموروث الشعري. لقد كانت العودة إلى النموذج القديم مرحلة ضرورية أنقذت الشعر العربي الحديث وجنّبته ما سقط فيه شعر الانحطاط، وأحيت فيه قوّة التعبير وجماله وأتاحت له إمكانية أن يشق طريقه نحو آفاق جديدة.

Ι- ملاحظة النص:


1- صاحب النص ومصدره:

محمد الكتاني: كاتب وناقد مغربي، يعتبر من بين النقاد الذين أسهموا في تطوير المنظور
 النقدي الذي يعرّف بخصائص شعر إحياء النموذج، وذلك من خلال مجموعة من كتبه النقدية، وبالأخص منها: "الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي الحديث".

2- دلالة العنوان:

يحيل العنوان على حركة شعرية دعت إلى إعادة إحياء الشعر العربي القديم، واستلهام ما تميّز به ذلك
 الشعر من حيث الشكل والمضمون. ولها تسميات أخرى عديدة من قبيل: الاتجاه الكلاسيكي / المذهب الإحيائي / المدرسة التقليدية / خطاب البعث والإحياء...

3- بداية النص ونهايته:


ارتباط حركة انبعاث الشعر العربي بإعادة إحياء الشعر العربي القديم، واستلهام ما تميّز به ذلك الشعر من
 حيث الشكل والمضمون.

اعتبار حركة البعث الشعري نتيجة من نتائج حركة الانبعاث القومي والديني، وكذا الحياة العامة التي كان يحياها العرب في ق 19.

4- الفرضية:


استنادا إلى المشيرات الخارجية (صاحب النص وعنوانه ومصدره) والداخلية (بداية النص ونهايته)
 السابقة، نفترض أن الكاتب سيعالج في النص قضية إحياء الشعر العربي القديم.


5- الإشكالية:

    إلى أيّ حد استطاع الكاتب تقديم تصور نظري واضح ومتكامل حول القضية المطروحة في النص ؟

ΙΙفهم النص:

  أ‌)  القضية العامة المطروحة في النص:
      خصائص حركة انبعاث الشعر.

ب‌) الأفكار الأساسية المكوّنة للقضية:
- التعريف بحركة انبعاث الشعر.
- الأسباب الكامنة وراء ظهور هذه الحركة.
- تاريخ البداية الفعلية لظهور الحركة.
- خصائص حركة انبعاث الشعر.
      - نتائج هذه الحركة. 

ΙΙΙ- تحليل النص:

1 - المعجم:

الحقل الدال على الشعر الجامد:        

هو أشبه بالموت / موت المعاني الشعرية في النظم / نضوب ماء العاطفة والوجدان فيه / اختفاء النزعة الذاتية المميزة لشاعر من شاعر / الإفراط في التصنع / قصّرت عن فهمه الطباع / غثاثة النظم العروضي الثقيل / انحط بحكم سوء فهم رسالته...


الحقل الدال على الشعر الجيّد:

إحياء المعاني القديمة / بلغ مبلغه من الكمال والقوة / سلامة الطبع / شعراء النهضة / إحياء الصورة القديمة للشعر / الشعر الصحيح / ما كان مؤتلف اللفظ بالمعنى / متانة التركيب / الاقتباس من القديم / فحول الشعراء...

 العلاقة: علاقة تضاد وتنافر. 



2 - خصائص البناء:


يتميز النص من حيث البناء بالانطلاق من العام إلى الخاص أي اعتماد الطريقة الاستنباطية المؤسسة على منطق التسلسل والتدرج. حيث افتتح الكاتب النص بالحديث عن حركة انبعاث الشعر والأسباب الكامنة وراء ظهور هذه الحركة، ثم تاريخ البداية الفعلية لظهور الحركة، لينتقل بعد إذ إلى تحديد خصائص حركة انبعاث الشعر، وانتهى إلى نتائج ظهور هذه الحركة.




3 - خصائص الأسلوب:


·  الوصف: "...وأن جيّده ما كان مؤتلف اللفظ بالمعنى قريب المنزل بعيد المرمى، سليما من وصمة التكلف...".
·  المقارنة: وذلك حين قام الكاتب بإبراز أوجه الاختلاف بين الشعر الجامد (الانحطاط) والشعر الجيّد (النهضة).
·  المثال: "...من أوضار التقليد كاقتناص التوريات والتضمينات".
· الاستشهاد: "...أشعار الساعاتي وصالح مجدي وعبد الله فكري من المصريين، وناصيف اليازجي ويوسف الأسير...".
·  التعريف: "وقصارى القول من هذا الفهم أن الشعر عند البارودي فيض وجدان وتألق خيال...".
·  الإثبات: "ونحب أن نؤكد مرة أخرى هنا أن البارودي...".
·  التأكيد: "لقد جاءت حركة البعث للشعر العربي على مراحل من التدرج...".

 الوظيفة: توضيح الأفكار وتبسيطها، وإقناع المتلقي بصحتها وسلامتها.

IV- التركيب والتقويم:

    نتيجة لما سبق، نستنتج أن النص المدروس يتمحور حول حركة البعث والإحياء، باعتبارها حركة شعرية ساهمت في ظهورها عدة عوامل بداية سبعينيات القرن التاسع عشر، وقد تميّزت هذه الحركة بمجموعة من الخصائص التي أفرزتها فيما بعد عدة نتائج. وللتعبير عن هذه الأفكار، توسّل الكاتب بجهاز مفاهيمي يرتبط بحقلين دلاليين: حقل الشعر الجامد وحقل الشعر الجيّد، كما اعتمد على الطريقة الاستنباطية في عرض القضية المطروحة، إضافة إلى مجموعة من أساليب الحجاج للدفاع عن موقفه الخاص تجاه القضية المطروحة.
    وبذلك يكون الكاتب قد تمكّن من رسم ملامح ظهور حركة البعث والإحياء في الشعر العربي، وبالتالي في تقديم تصوّر شامل ومتكامل عنها. 

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لك أستاذ على هاد إنجاز القيم

    ردحذف

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تجدون في هذه المدوّنة دروس مادة اللغة العربية، من منهجيات تحليل النصوص إلى طرق التعامل مع الامتحانات الجهوية والوطنية. كل ذلك في سبيل المساعدة وضمانا للنجاح.