جاري تحميل ... مول لعربية - Mol L3arbiya

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الثانية آداب وعلوم إنسانية

تصحيح درس النصوص في الامتحان الوطني الموحّد 2021 | مادة اللغة العربية | مسلك العلوم الإنسانية






          ما أن حلّت نكبة 1948م، حتى كانت الرومانسية العربية قد استنفذت أدوارها، ولم يعد ثمة مبرّر لاستمرارها؛ لأن تحدّياتٍ جديدةً وأسئلة ملحّة بدأت تفرض نفسها على المثقّف العربي بشكل عام، وعلى الشاعر بوجه خاص. فكانت الحاجة ماسة إلى ظهور خطاب شعري جديد، ولم يكن هذا الخطاب الجديد سوى حركة "الشعر الحرّ"، والتي إن دلّت على شيء فإنما تدلّ على أننا بالفعل أمام تجربة شعرية جديدة بكل المقاييس، تجربة عمل أصحابها على تكسير بنية الشعر العربي التقليدي، واستبدالها ببنية مستحدثة تجلّت مظاهرها على مستوى الشكل والمضمون. ونظراّ لأهمية هذا التصور الجديد في مجال الكتابة الشعرية، فقد حظي باهتمام واسع من قبل النقاد والدارسين، وفي مقدمتهم الناقد المصري السعيد الورقي وذلك من خلال مجموعة من كتبه النقدية، وبالأخص منها "لغة الشعر العربي الحديث: مقوماتها الفنية وطاقاتها الإبداعية" مصدر هذا النص النظري، الذي نفترض استنادا إليه (المصدر) وإلى مؤشرات أخرى داخلية كبدايته ووسطه ونهايته، أنه يتمحور حول قضية "الشعر الحديث" بوصفها جوهر التحديث في القصيدة العربية. 
وإذا كان الأمر كذلك، فما هي أهم الخصائص المميزة لهذا النوع من الشعر الحديث ؟ وما الطريقة المنهجية المعتمدة في معالجة الموضوع ؟ وإلى أيّ حد استطاع صاحبه تقديم تصور نظري واضح ومتكامل حول هذه القضية المطروحة ؟


          يُعالج النص قضية أدبية مرتبطة بخصائص ومميزات الشعر العربي الحديث على مستوى الصورة الشعرية واللغة والإيقاع. وقبل حديثه عن هذه الخصائص كلها، ينطلق الكاتب في النص من سياق ظهور تجربة الشعر العربي الحديث؛ حيث دخل الشعر العربي الحديث بسبب "النكبة" في صراع عنيف وحاد مع نفسه ومع القيم الإنسانية المحيطة به، وكانت النتيجة المباشرة لهذه النكبة، البحث عن شكل جديد للقصيدة الشعرية. وقد انتقل الكاتب بعد ذلك إلى رصد أهم الخصائص المميزة لهذا النوع من الشعر، فحصرها في ثلاث: الصورة الشعرية ذات الوظيفة الانفعالية النفسية والعاطفية المركزة والمكثفة والتي تختزن تجارب ومواقف متعددة، ثم اللغة الشعرية التي سعت إلى الاقتراب من لغة الحياة اليومية، فضلا عن الإيقاع الذي أدخلت عليه تعديلات وتغييرات عديدة. وفي الختام يؤكد الكاتب أن تجربة الشعر الجديد حاولت أن تختبر كل الوسائل الفنية، معتبرا إياها تجربة شعرية متعددة الوجوه ومرتبطة بالعصر.


إنّ أهمّ ما يُميز الشعر العربي الحديث -في الحقيقة- عن الشعر التقليدي والرومانسي هو الصورة الشعرية والإيقاع؛ ففي هذه التجربة الشعرية الجديدة نلاحظ اتجاه الصورة الشعرية إلى الاستغناء عن المعالم الحسية المحدودة، والانشغال ببناء وجود فني مستقل، يستمد وجوده من عناصر الصورة الشعرية نفسها، لا من عناصر الواقع الحسية، فاصطبغت الصورة الشعرية بموقف الشاعر من الوجود. هذا الموقف الذي اعتمد فيه الشاعر على ثقافته الخاصة أكثر من اعتماده على تجاربه المباشرة، فجاءت الصورة الشعرية انفعالية نفسية وعاطفية، تلونها دفقة الشعور التي تسيطر على الحلم، وأصبحت بالتالي صورة مركزة ومكثفة، تموج بالألوان والأضواء والأصوات المختلطة المتداخلة، وتختزن تجارب ومواقف متعددة.

أما بخصوص الإيقاع، فإن الشاعر الجديد لم يلغ الوزن نهائيا من القصيدة الشعرية؛ ولكنه أدخل عليه تعديلات وتغييرات حتى يحقق لنفسه توافقا أكثر مع مشاعره وذبذبات نفسه، بعد أن أحس إحساسا ملحا أن الشكل الموسيقي التقليدي لم يعد قادرا على إسعافه لنقل هذه الذبذبات وتلك المشاعر، فاعتمد على تفعيلة أو أكثر في القصيدة. وقد أتاحت موسيقى التفعيلة هذه للشاعر الحديث إمكانية واسعة للتحرك خلال أشكال غير محدودة من الموجات النفسية، كما ارتبطت القافية في التشكيل الموسيقي الجديد، بالحركة النفسية والدفقة الشعورية الانفعالية، فأصبحت وقفة موسيقية يستدعيها السياق المعنوي والنفسي للشاعر، بخلاف القافية في الشكل الموسيقي التقليدي التي ارتبطت بالأساس الموسيقي الذي قام عليه هذا الشعر.


وقد سلك الناقد في تقريبنا من خصائص الشعر العربي الحديث منهجا استنباطيا انطلق فيه بشكل عام من كل ما هو متعلق بهذا الشكل الشعري الجديد، منتهيا إلى تقریر تصوره الخاص حوله؛ وهكذا وجدناه في بداية النص يتحدث عن سياق ظهور تجربة الشعر العربي الحديث، قبل أن ينتقل إلى إلى رصد أهم الخصائص المميزة لهذا النوع من الشعر، فحصرها في ثلاث: الصورة الشعرية واللغة والإيقاع، لينتهي في الأخير إلى تأكيد أن تجربة الشعر الجديد هاته حاولت أن تختبر كل الوسائل الفنية، معتبرا إياها تجربة شعرية متعددة الوجوه ومرتبطة بالعصر.



         من خلال ما سبق، نستطيع أن نخلص إلى أنّ الكاتب في هذا النص قد حاول تقريبنا من خصائص ومميزات الشعر العربي الحديث، مشيراً في البداية إلى سياق ظهور تجربة الشعر العربي الحديث، والذي تميّز بعدة خصائص حصرها في ثلاث: الصورة الشعرية واللغة والإيقاع. ولعرض القضية المطروحة في النص، اعتمد الكاتب الطريقة الاستدلالية الاستنباطية التي تنطلق من العام إلى الخاص.
وكل هذا وذاك يجعلنا نتفق مع الرأي الذي قدمه الكاتب بخصوص "تجربة الشعر الجديد التي حاولت أن تختبر كل الوسائل الفنية، وأن تعيش نبض العصر وتعي كل محتوياته"؛ فقد دعا الشاعر الحديث من خلال قصائده وأشعاره إلى الانخراط الفاعل في قضايا الواقع العربي والدولي، والتفاعل مع مختلف الثقافات المعاصرة، بحيث لا يحشر الشاعر المعاصر نفسه في دائرة الثقافة الغربية وحدها، بل يتجاوز ذلك إلى التفاعل مع كل النتاج أو المنجز الثقافي العالمي الراهن.
وبذلك يمكن القول بأنّ الكاتب قد وُفّق في تقديم تصور نظري واضح يتعلق بخصائص ومميزات الشعر العربي الحديث.



تصحيح نصوص الامتحان الوطني 2021 pdf:


تصحيح مؤلفات الامتحان الوطني 2021 pdf:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تجدون في هذه المدوّنة دروس مادة اللغة العربية، من منهجيات تحليل النصوص إلى طرق التعامل مع الامتحانات الجهوية والوطنية. كل ذلك في سبيل المساعدة وضمانا للنجاح.