جاري تحميل ... مول لعربية - Mol L3arbiya

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الثانية آداب وعلوم إنسانية

تصحيح مؤلفات "اللص والكلاب" الامتحان الوطني الموحّد 2021 | مادة اللغة العربية | مسلك العلوم الإنسانية








         تنتمي رواية "اللص والكلاب" الصادرة سنة 1961م، إلى "المرحلة الفلسفية" من مسار التجربة الروائية للكاتب المصري نجيب محفوظ، وهذا ما يجعلها رواية فلسفية وجودية ورمزية؛ تمثل الإحساس بالاغتراب والضياع والملل والقلق الوجودي، وتعبر عن الفوضى في الواقع والتسيب في المجتمع وانحطاط الإنسان وتردي القيم الأصيلة، كما تكشف عن الحالة النفسية للمجتمع من خلال التعمق في شخصية سعيد مهران، الذي أثرت في نفسيته عدة عوامل خلقت منه نموذجا بشريا دائم القلق والحيرة.

فما هي هذه العوامل التي أثرت سلبا في نفسية سعيد مهران على امتداد الرواية ؟



        يندرج المقطع قيد التحليل ضمن الفصل الثامن عشر والأخير من فصول رواية "اللص والكلاب"، حيث يصوّر فيه الكاتب شخصية سعيد مهران وهو يختبئ في بيت الشيخ علي الجنيدي طوال اليوم إلى أن ينتصف الليل، فيخرج إلى بيت نور محاولا استرجاع البذلة العسكرية، ويرى ضوءا في الحجرة فيعتقد أن نور قد عادت، لكنه لما وصل إلى باب الشقة يخيب أمله عندما يجد سكانا جددا بدل نور، ليهرب بعد ذلك إلى بيت الشيخ حيث يشعر في مساء اليوم الموالي بمحاصرة البوليس للحي، فيتسلل هاربا في اتجاه القرافة عند القبور وهناك ستنتهي المطاردة بالاستسلام بعد مقاومة عنيفة. 

لقد كانت وراء هذا الاستسلام عدة "عوامل نفسية" بدت عل سعيد مهران فأفقدته آداب السلوك، وجعلته متوترا في تصرفاته وأحاديثه؛ هذه العوامل عبارة عن مشاعر شتی تتناوب على حياته النفسية، يمكن حصرها في ما يلي:

* الحرمان وعدم الاستقرار؛

* الخيانة في أشكالها المختلفة؛

* مطاردة البوليس؛

* الشعور بالفراغ الروحي؛

* الكراهية: وهي الشعور الذي هيمن على نفسه بعد خروجه من السجن؛ فلا أحد استقبله وقت الخروج، أحس بالوحدة والعزلة وانعدام الأمان. حتى وهو في طريقه إلى عليش لم يعاين سوى الريبة والحيطة في الأعين. ورغم الترحيب الشكلي كان يدرك أن الجميع ضده، كل من أحبهم وأحبوه انقلبوا عليه، وسلبوه مقومات حياته وسعادته. 

* الندم: شعور آخر كان ينتاب مهران، إن لم نقل أنه كان يعاني منه أشد المعاناة، ويؤرقه باستمرار. والسبب طبعا رصاصاته العمياء التي لم تقتل سوی الأبرياء والضعفاء، أما الأظناء والأغنياء فقد ظلوا أحرارا طلقاء.

هذه الأحاسيس المتناقضة تبين حيوية شخصية سعيد وعدم نمطيتها؛ فهو يكره الخونة، ويحب المخلصين، ويتألم لحال الأبرياء. إنه ليس مجرما ولا سفاك دماء، كما يسعى علوان إلى تقديمه في جريدته، بل يحس بأنه مظلوم، وأن الخونة والانتهازيين هم المسؤولون عن معاناة الأبرياء والضعاء. وهذه المشاعر المتناقضة تتطور لدى سعید مهران مع تطور الأحداث، مما جعل حالات "الاضطراب النفسي" تبدو واضحة في حواراته مع الشيخ الجنيدي ورؤوف علوان. ولعل الإحساس بالخيانة والرغبة في الانتقام - تحت وطاة الاضطراب النفسي - قد أفقد البطل مهاراته وقدرته على التركيز العقلي، فكانت تصرفاته عشوائية أحيانا، مما جعل مشروعه الثوري يفشل في تحقيق أهدافه.



         مما سبق يمكن القول، إنّ مجمل العوامل النفسية المختلفة، أثرت في نفسية البطل سعید مهران وساهمت في جنوحه إلى الجريمة، وما يتعلق بها من مخاطر وآفات مختلفة، يُضاف إلى ذلك ظروفه وأوضاعه، وعلاقاته المتصالحة أو المتعارضة بغيره من الشخصيات الروائية. ومن هنا يتّضح أنّ نجيب محفوظ قد تعمّد التركيز على نفسية بطل هذه الرواية لغاية كشف التحولات الصعبة التي يعيشها الإنسان المصري والعربي وتداعياتها على نفسية الفرد خاصة الفقير الكادح. 



تصحيح مؤلفات الامتحان الوطني 2021 pdf:


تصحيح نصوص الامتحان الوطني 2021 pdf:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تجدون في هذه المدوّنة دروس مادة اللغة العربية، من منهجيات تحليل النصوص إلى طرق التعامل مع الامتحانات الجهوية والوطنية. كل ذلك في سبيل المساعدة وضمانا للنجاح.