أولى باك علوم
توسيع فكرة الامتحان الجهوي الموحّد للأولى باك 2021 | نموذج للاستئناس | مكوّن التعبير والإنشاء
لمّا ازدادت حاجة الإنسان إلى مشاركة مشاعره وأفكاره مع الآخرين أكثر فأكثر، صاحَبَ ذلك ظهور وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف ألوانها واستعمالاتها لتضطلع بهذه المهمة، وذلك بفضل سهولتها ومرونتها التي تمكّن مستخدميها من توظيفها في مختلف مجالات الحياة سواء التعليمية منها أو التواصلية أو التثقيفية... وغيرها، دون أن ننسى أيضا ما لهذه الوسائل من أدوار مهمة في التعليم عن بعد والتعلم الذاتي خلال فترة انتشار جائحة كورونا.
- فما هي استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي في مجالات الحياة المختلفة ؟
- وما هي الأدوار التي لعبتها هذه الوسائل في التعليم عن بعد والتعلم الذاتي خلال فترة انتشار جائحة كورونا ؟
تتعدّد وسائل التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والتويتر والإنستغرام والواتساب...) بقدر تعدد استخداماتها واستعمالاتها في مجالات الحياة المختلفة؛ حيث لم تعد هذه الوسائل اليوم بالنّسبة إلى كثير من الناس على مستوى العالم شيئا غير مألوف، بل أصبحت جزءاً من حياتهم اليومية الفعلية من خلال استخداماتهم لها بطرق مختلفة: كمصدر للمعلومات، ومن أجل التسوّق، والمناقشة مع مستخدمين آخرين، أو للتواصل الفردي أو الجماعي، وكوسيلة للنشر على نطاق عالمي، والحصول على المعلومات من خلال "البريد الإليكتروني"، وجماعات المستخدمين، وغرف الدردشة، وقوائم المراسلات البريدية... وغيرها من الاستعمالات العديدة التي تتمّ اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فهي كالصحافة توفّر المعلومات العامة، وكالهاتف تسمح بالاتصال المتبادل بين الأشخاص، كما أنها مثل الكتيّبات الصغيرة تقدّم دروسا خاصة، وهي مثل التلفزيون تُتيح المشاهدة والتسلية. إنها وسائل معلوماتية واتصالية غير عادية، قادرة على القيام بكلّ هذه الوظائف مجتمعة: مقروءة ومرئية ومسموعة في آن واحد، فضلا عن كونها وسائل اتصال تفاعلية تمكّن من الاتصال في اتجاهين، كما تتيح لمستخدميها أن يكونوا منتجين ومستهلكين في الوقت نفسه، وهذا هو مصدر قوّتها الحقيقية.
واليوم وفي ظل انتشار جائحة كورونا واجتياحها حدود الزمان والمكان، ظهر نمط جديد من التعلم "التعلم عن بعد" ليجتاح هو الآخر كل دول العالم، فكان لا بد من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف ألوانها وبكل ما تمتلكه من موارد سمعية وبصرية ورسوم توضيحية وصور متحركة، فتحوّل التعليم من أسلوب "التلقين" إلى أسلوب "تفاعلي" مصحوب بمؤثرات بصرية وسمعية، تجعل من العملية التعليمية "الجامدة" عملية أكثر جذبًا، وتساعد المتعلمين على الدخول إلى المحتوى دون التوقف عند عتبات رائحة الأوراق، وهو ما سارعت وزارة التربية والتعليم في بلادنا بالتوجه إليه كسائر بلدان العالم.
من وجهة نظري، أرى أنّه رغم كل الإمكانات الإيجابية التي قدمتها وسائل التواصل الاجتماعي للإنسان في مجالات الحياة المختلفة، إلا أنها في ذات الوقت تظلّ وسائل ذات تأثير اجتماعي سلبي حقيقي، فَلْنَحْذَرْ في استعمال هذه الوسائل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق