جاري تحميل ... مول لعربية - Mol L3arbiya

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

جذع مشترك آداب

غاية الأدب : تحضير أنشطة الإنتاج | في رحاب اللغة العربية، ص: 71 | مهارة إنتاج نص حِجاجي ①








غَايَةُ الْأَدَبِ


"الْأَدَبُ صِيَاغَةٌ فَنِّيَّةٌ لِتَجْرِبَةٍ بَشَرِيَّةٍ"، هَكَذَا عَرَّفَ الدُّكْتُورُ مُحَمَّدُ مَنْدُورٍ الْأَدَبِ. فَهُوَ أَحَدُ اَلْفُنُونِ الْإِنْسَانِيَّةِ الَّتِي يُعَبِّرُ الْإِنْسَانُ مِنْ خِلَالِهِ عَنْ مَشَاعِرِه وَأَفْكَارِهِ وَتَجَارِبِهِ، شِعْراً أَوْ نَثْراً. وَقَدْ اِخْتَلَفَتْ الْآرَاءُ حَوْلَ غَايَةِ الْأَدَبِ، فَمِنْ قَائِلٍ إِنَّ غَايَتَهُ هِيَ الْإِمْتَاعُ، وَمِنْ قَائِلٍ إِنَّ غَايَتَهُ هِيَ النَّفْعُ. 



يَرَى الْفَرِيقُ الْأَوَّلِ أَنَّ غَايَةَ الْأَدَبِ هِيَ الْإِمْتَاعُ، فَالْأَدَبَ مَوْجُودٌ لِيَمْنَحَ الْقَارِئُ أَوْ الْمُتَلَقِّي الْمُتْعَةِ وَاللَّذَّةِ الْجَمَالِيَّةِ، وَأَنَّ هَذِهِ الْمُتْعَةِ هِيَ الْهَدَفُ الْأَسَاسِيُّ مِنَ الْأَدَبِ. وَيَسْتَنِدَ أَصْحَابُ هَذَا الرَّأْيِ إِلَى مَجْمُوعَةٍ مِنْ الْحُجَجِ، مِنْهَا: 

- أَنَّ اَلْأَدَبَ هُوَ فَنٌّ، وَالْفَنُّ يَهْدِفُ إِلَى الْمُتْعَةِ؛ فَالْمُوسِيقَى والْمَسْرَحُ، عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، فُنُونٌ تَسْعَى إِلَى إِمْتَاعِ الْمُتَلَقِّي. 


- أَنَّ الْأَدَبَ يُسَاهِمُ فِي إِثْرَاءِ الْحَيَاةِ الْبَشَرِيَّةِ؛ فَالْإِنْسَانُ بِطَبِيعَتِهِ يُحِبُّ اَلْمُتْعَةَ، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ الْأَدَبَ يُسَاهِمُ فِي إِغْنَاءِ الْحَيَاةِ الْبَشَرِيَّةِ وَإِضْفَاءِ صِفَةِ الْجَمَالِ عَلَيْهَا. 



أَمَّا الْفَرِيقُ الثَّانِي، فَيَحْصُرُ غَايَةَ الْأَدَبِ فِي النَّفْعِ فَقَطْ، فَالْأَدَبُ عِنْدَهُمْ مَوْجُودٌ لِيُفِيدَ الْقَارِئَ أَوِ الْمُتَلَقِّي، سَوَاءٌ أَكَانَ هَذَا النَّفْعُ ذَاتِيًّا يَنْفَعُ الْفَرْدَ نَفْسَهُ، أَمْ كَانَ اجْتِمَاعِيًّا يَنْفَعُ الْمُجْتَمَعَ بِأَكْمَلِهِ. وَيَسْتَنِدَ أَصْحَابُ هَذَا الرَّأْيِ إِلَى مَجْمُوعَةٍ مِنْ الْبَرَاهِينِ، مِنْهَا: 

- أَنَّ الْأَدَبَ هُوَ أَدَاةٌ لِلتَّعْبِيرِ عَنْ الْأَفْكَارِ وَالْقَضَايَا الَّتِي يُمْكِنُ تَوْجِيهُهَا لِنَشْرِ اَلْوَعْيِ فِي الْمُجْتَمَعِ.

- أَنَّ اَلْأَدَبَ يُمْكِنُ اسْتِخْدَامُهُ لِلدَّعْوَةِ إِلَى الْقِيَمِ النَّبِيلَةِ وَالْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ. 



شَخْصِيّاً، أَرَى أَنَّ غَايَةَ الْأَدَبِ هِيَ الْإِمْتَاعُ وَالنَّفْعُ مَعاً؛ إِمْتَاعُ الْقَارِئِ وَإِسْعَادُهِ، وَكَذَا تَنْمِيَةُ ثَقَافَتِهِ وَتَوْسِيعُ مَدَارِكِهِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تجدون في هذه المدوّنة دروس مادة اللغة العربية، من منهجيات تحليل النصوص إلى طرق التعامل مع الامتحانات الجهوية والوطنية. كل ذلك في سبيل المساعدة وضمانا للنجاح.