جاري تحميل ... مول لعربية - Mol L3arbiya

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

الثانية آداب وعلوم إنسانية

منهجية كتابة موضوع إنشائي حول رواية "اللّصّ والكلاب" | النموذج التطبيقي ❶







جاء في رواية "اللص والكلاب" على لسان سعيد مهران، فَوْرَ خروجه من السجن:

"جاءكم من يغوص في الماء كالسمكة، ويطير في الهواء كالصقر، ويتسلق الجدران كالفأر، وينفذ من الأبواب كالرصاص..." 

اللص والكلاب - دار الشروق - القاهرة- الطبعة الثانية: 2007- ص: 8.

- انطلق من هذا القول، ومن الرواية ككل، لإبراز أهمية حدث خروج سعید مهران من السجن ورهاناته ودلالته ومغزاه مستثمرا في ذلك ما درسته في منظور تتبع الحدث.


◄ التحليل:


 يستعيد سعيد مهران حريته ويغادر السجن ليجد نفسه وحيدا في الشارع تقوده، خطواته إلى البيت الذي ما عاد بيته، بسبب خيانة زوجته نبوية وعليش سدرة تابعه الذي استولى على كل شيء. يتجه سعيد مهران إلى هذا البيت ليستعيد ابنته سناء من الخائنين ويسترجع ماله، ثم ينتقم منهما. ولكن المحاولة ستفشل، فقد وجد المخبر حسب الله يقف حاجزا أمامه، وعند طلب ابنته الصغيرة سناء تنكرت له، ولم يأخذ من متاعه القديم غير كتب قليلة. وهكذا غادر سعید مهران بيته القديم متجرعا آلام الخيانة والعزلة. في هذا السياق نتساءل: ما أهمية حدث خروج سعید مهران من السجن، ورهاناته، ودلالته ومغزاه ؟


غادر سعید مهران السجن في عيد الثورة بعد أن قضى عقوبة حبسية، ووجد نفسه وحيدا في الشوارع والطرقات، فانتابته مشاعر الحزن والرغبة في الانتقام من زوجته نبوية وعليش سدرة ورؤوف علوان الذين غدروا به. وخلال الطريق من السجن إلى عطفة الصيرفي استيقظت فيه الذكريات المؤلمة، وشعر بأن الشوارع والمقاهي والحارات وعجلات الترام ونداءات الباعة لا تبعث فيه إلا مشاعر الحقد والكراهية النبوية وعليش سدرة، فاتجه إلى بيته الذي لم يعد بيته لياخذ ابنته سناء من الخائنين، وفي البيت ذي الأدوار الثلاثة، وأمام عداء المخبر حسب الله فوجئ بجفول ابنته الصغيرة، فغادر البيت حاملا معه مرارة الخيانة والغدر، ووجد نفسه وحيدا بلا أهل ولا مأوى يحميه، لأن كل شيء قد ضاع منه.



هكذا، إذن، يكتسي حدث خروج سعید مهران من السجن أهمية خاصة، أما الرهانات المتوخاة من سرد هذا الحدث، فتتمثل فيما يلي:

 - رهان اللص سعید مهران، بعد خروجه من السجن، على جمع الثورة وتحسين وضعه الاجتماعي انتقاما ممن سرقوه واغتصبوا حقوقه، لكن هذا الرهان فشل في تحقيقه بسبب عدم وجود العوامل المساعدة (خذلان رؤوف علوان له / عدم التوفر على مؤهلات علمية ومهارية / رفضه الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد).

- اتخاذ سعيد مهران قرار الانتقام من جميع الخونة المتنكرين للقيم النبيلة التي قامت عليها الثورة الناصرية (رؤوف علوان / عليش / نبوية...)، لكنه فشل - مرة أخرى - في تحقيق هذا الهدف.


ولا شك أن الدلالة أو المغزى الذي يمكن استخلاصه من ذلك هو جعل القارئ يدرك أن المحاولات الفردية لتغيير الواقع مالها الفشل؛ فلا يمكن لفرد - مهما أوتي من ذكاء وقوة وعزيمة وإصرار- أن يغير واقع أمة مهما كان هذا الواقع مأساويا اوظالما، فالتضحيات يجب أن تكون جماعية لكي ينتصر الخير على الشر، والحق على الباطل، والعدل على الظلم.


وخلاصة القول، إن حدث خروج سعید مهران من السجن يعتبر حدثا مهما بالنظر إلى كونه يمثل منطلقا لجميع الأحداث التي ستأتي فيما بعد، وإذا كان هذا الحدث قد ارتبط برهانات كان سعید مهران يسعى إلى تحقيقها، فإن النتائج كانت مخيبة للآمال، فكان المغزى هو أن لا فائدة من المبادرة الفردية التي ينقصها التنظيم أو الوعي الجماعي، وكان بالتالي موقف الكاتب الذي يدين كل المحاولات الثورية الفردية، ويحكم عليها بالفشل، لأنه لايمكن مواجهة واقع في شموليته وتقيده بحل أحادي فردي، فالواقع يعلو ولا يعلى عليه كما يقال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تجدون في هذه المدوّنة دروس مادة اللغة العربية، من منهجيات تحليل النصوص إلى طرق التعامل مع الامتحانات الجهوية والوطنية. كل ذلك في سبيل المساعدة وضمانا للنجاح.