الرمز والأسطورة | نماذج تطبيقية | مكوّن علوم اللغة
نص الانطلاق "1":
1 ـ قال بدر شاكر السياب في قصيدة له بعنوان "رحلَ النهار":
رحلَ النهار
ها إنّه انطفأت ذبالته على أفقٍ توهجَ دونَ نار
و جلستِ تنتظرينَ عودة سندبادَ منَ السـِّـفار
و البحرُ يصرخُ من ورائكِ بالعواصفِ و الرعود.
هوَ لن يعود،
أوما علمتِ بأنهُ أسرتهُ آلهة البحار
في قلعةٍ سوداءَ في جزرٍ من الدمِ و المحار.
هو لن يعود،
◄ ملاحظة وتحليل:
بملاحظة جملة "رحل النهار" نجدها تمثل انزياحا دلاليا لتنافر "رحل" فعل متعلق بكائن حي و"النهار" ظاهرة فيزيائية غير عاقلة، ولاختزال التنافر نؤَول "النهار" الذي يعني العمر والحياة عند السياب، فالنهار يرمز للعمر.
كما أن السندباد في القصص العربية رمز للرحلة والمغامرة ويتقاطع مع الشاعر في طول رحلته عبر الحياة، إلا أنه لن يعود للحياة كما كان يعود السندباد من رحلاته البحرية المحفوفة بالمخاطر.
نص الانطلاق "2":
2 ـ قال أدونيس في قصيدة له بعنوان "إلى سيزيف":
أقسمت أن أكتب فوق الماء
أقسمت أن أحمل مع سيزيف
صخرته الصماء
أقسمت أن أظل مع سيزيف
أخضع للحمى وللشرار
أبحث في المحاجر الضريرة
عن ريشة أخيرة
تكتب للعشب وللخريف
قصيدة الغبار
أقسمت أن أعيش مع سيزيف
◄ ملاحظة وتحليل:
استنتاجات:
تطبيقات:
1- قال البياتي:
بابل لم تُبْعث ولم يظهر على أسوارها المبشّر
الإنسان
ولم يدمرها، ولم يغسل خطايا أهلها الطوفان
ولم يقم من قبره عبر الفرات سارق النيران.
◄ فهذا المقطع يتضمن رموزا تنتمي إلى مجالات معرفية متنوعة:
- بابل: رمز تاریخي استمده الشاعر من حضارة قديمة في
بلاد الرافدين للدلالة على العراق حاليا.
- المبشر الإنسان: رمز ديني يحيل على المسيح عليه السلام، وقد وظفه الشاعر للدلالة
على البعث والخلاص.
- الطوفان: رمز طبيعي يعبر الشاعر من خلاله عن القدرة التي
تُطَهّر البلاد من الظلم والفساد، ويمكن أن يكون رمزا دينيا إذا كان الشاعر يستحضر
من خلاله طوفان نوح عليه السلام.
- سارق النار: رمز أسطوري
يدل على الفداء والتضحية والخلاص، إذ يستحضر الشاعر من خلاله "بروميثيوس"
الذي سرق النار الحكمة من الآلهة في السماء وأهداها إلى البشر في الأرض لتكون خلاصهم
وسعادتهم.
2- قال أدونيس:
لم يزل شهریار
حاملا سيفه للحصاد
حاضنا جرة الرياح
وقارورة الرماد
نسيت شهرزاد
أن تضيء الدروب
الخفية
في مدار العروق
نسيت أن تضيء الشقوق
بين وجه الضحية
وخطی شهریار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق